متاح الآن

وضعت أوزارها .. يا رجل كن رجلا

 


أبو معاذ

ساعات تفصلنا عن تغيير وجه البسيطة...

أي غبي هذا الذي اعتقد أن 99% من أوراق اللعب بيد أميركا؟*

ليلة أمس الكاوبوي المتغطرس فاقد الأهلية عديم الحيلة يصدع رؤوسنا بحديث فيه من فتن الليل الكثير

اتخذت زخرفها، وظن أهلها أنهم قادرون عليها، فانطبقت السماء فوق رؤوسهم، وبات حلف الشرق أقرب مما يتصورون، أما الذي راهن على راعي البقر، واتخذ إلهه هواه، وارتضى لنفسه الهوان والذل وفقدان الكرامة فلا يلومن إلا نفسه

واسمعوا منا ولا يأخذكم الغرور أو التثاؤب وأنتم تقطعون باستحالة تغيير وجه الكون، مصيركم إلى زوال، ولن ينفعكم ما فرطتم فيه لأجل قليل من زخرفها 

وفي العصر الحديث، ومن قبل عقود ست لم يعيها إلا من قدر له الله أن يرى وهو على بعد نحو 800 كيلو متر تقريبا لا أكثر.... عرف أن تحرير القدس لا يمر إلا عبر القاهرة وهو ممسك بسلاحه في الفالوجة المحاصرة

ثمانمائة كيلو مترا تفصلنا عن الكرامة والعزة وتصحيح المعتقد، ثمانمائة كيلو مترا أضحت وكأنما هي بعد الأرض عن المريخ هناك من يقطع باستحالة طيها

هؤلاء الأطفال يقتلون، وهم شهداء عند ربهم يرزقون، وصدقت الغالية أمهم حين قالت: خايفين منهم، خايفين من ولادي

يا رجل، كن رجلا، أولادك ليسوا بعيدين عن الشهادة بل هي قاب قوسين أو أدنى، يا رجل، كن لله كما كان لك، لا تتشدق بمن رحلوا، فنحسبهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر، اسأل نفسك، ألست رجلا، أدركها الراحل البعيد، هذا وطن واحد، وهذه أمة خالدة

ألم تسأل نفسك يوما أن حلمك الشخصي بعيد بعيد؟، ألم تسأل ما قيمة حياتك وأنت تحيا منحني القامة، مطأطأ الرأس؟، ما القيمة في شعورك بكرامتك وأنت مستغني بالله، أو وأنت ذليل الحاجة ولقمة العيش؟

كل أحلامك تمضي إلى فناء ما دمت لم تعش هذا الوقت القصير للغاية مدافعا عن الحق والقيمة والمعتقد، ما لم تعش ثورة على الطغيان، تقول كلمة الحق بوجه الجائرين

نحن على بعد ربما ساعات من الحدث الذي سيزلزل أركان الكون كله، ولا تنتظر المخلص إلا في قلبك، فأنت القادر إذا ما آمنت أن للكون رب، وأنك "لا شئ"، وربما تكون شيئا إذا ما اتخذت الحياة منهاجا، والحياة منهاجا لا تكون بكرامة، وبالاستغناء المطلق، و[ان تكون رجلا

سنكون الساعات المقبلة أمام واحدة من حقائق الكون، لقد اتخذت زخرفها، وحق عليهم العذاب، ولا يحق إلا بتحقق الفساد والإفساد، وصمتك لا يعني سوى أنك تدعمه، حين لا تستفزك دماء الأطفال ودموع الثكالى، وتستكمل يومك برحابة صدر، وبرضا ضميري فأنت في محنة "حق عليهم"، والعذاب أن تكون مع المنافقين في درك أسفل

ألم تستنهض هذه المشاهد عزمك، وقلبك، أما زلت بعد كل هذا تبحث فقط عن لقمة عيش غابت عنك ولا يملكها إلا من يملك حياتك ورزقك

الحقائق واحدة، أبدية مطلقة، سرمدية، كحقيقة وجود البارئ العظيم، ومن الحقائق أنك منتصر بما تمتلك من منهج الحق والعدل، النصر حتمي إذا ما تحققت الشروط

انهض يا رجل إن كنت رجلا، اجعل صوتك مدويا يزلزل جبال الاستبداد، والذل، والخنوع، وسترى بأم عينك أن من قال لك يوما 99% من أوراق اللعب بيد أميركا هو في قعرها خالدا مع المنافقين، وأن من استودع فيك القلب واليد واللسان هو الحقيقة الوحيدة

اتخذت زخرفها، وفي طريقها للفناء، والاستبدال، التداعيات ستكون أسرع من أي توقع، وحان وقت المقاوم الصلد، حان وقت الجد، ولا عزاء للأذلاء

 

 

ليست هناك تعليقات

نرحب دائما بتعليقاتكم