متاح الآن

الانتخابات الاميركية في الوعي الشعبي




بقلم صلاح بسيوني*

لبنان. رئيس المؤتمر الناصري العام

     الكثير ينتظرون نتائج الانتخابات الأميركية واستلام الرئيس المنتخب مهامه في واشنطن . البعض يعتقد انه فور استلام الرئيس العتيد مهامه, سينتهي التفويض الأميركي لنتن ياهو في انهاء وجود غزة و تركيع لبنان بالقوة الغاشمة . البعض الآخر يفترض ان الرئيس الجديد سيغير ولو شكليا سياسة الولايات المتحدة في الصراع الدولي لجهة وقف الحرب الأوكرانية الروسية و التفرغ للصراع مع الصين بارداً ام ساخناً. هناك من يؤمن أيضاً بان السياسات و البرامج الأميركية تصنعها المؤسسة الحاكمة الأميركية بغض النظر عن اسم الرئيس , فهو موظف كبير منتخب بصفة رئيس, قد يكون له ولفريق عمله رأي معين او أسلوب مختلف في التنفيذ ,الا ان السياسات و البرامج الاستراتيجية للمؤسسة السياسية هي الأساس . فلا الرئيس الآتي من عالم العقارات ومن فنادق وكازينوهات ومرابع لاس فيغاس , ولا السيدة الارستقراطية التي وصفت نفسها علنا بالعاهرة قادرون على صنع السياسات الأميركية .

الواضح ان المرشحان يتسابقان على كسب ود اللوبي اليهودي بدعم جرائم الصهاينة في غزة و لبنان. الاعتبارات عديدة أولها الفوز الانتخابي و ثانيها قوة أصابع إسرائيل في المؤسسة الأميركية الحاكمة . 

في لبنان نلمس تأثير الحلف الأميركي الغربي الإسرائيلي مع كل زياره لهوكستين و وتناغم بعض الداخل والقناصل الغربيين مع هذا الحلف , بمطلبه لوقف النار تحت شعار تطبيق القرار 1701 وسحب سلاح  المقاومة ومراقبة البحر والحدود الشمالية والشرقية للبنان لمنع توريد السلاح , هذا الظاهر اما الباطن وضع اليد على لبنان بشرا و حجرا وثروات وتحويله الى حديقة خلفية للكيان الصهيوني, ناهيك عن تحويل دوره في المنطقة من نافذة للحرية ومركزا ثقافيا و فكريا مبدعا الى كيان مطواع مطبع وخادم للمشروع الاستعماري في المشرق العربي. 

البعض في لبنان فاتهم انه اذا فقد لبنان حيويته في نشر الفكر والاعتراض والمقاومة يفقد ميزته في المنطقة ميزة الحرية التي بدونها لا وجود للبنان الحر السيد المستقل المنفتح على كل الثقافات. 

للأسف بعض النواب التغيريين لا يختلفون عن النواب التقليديين في اعتبار "ان 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا" , تراهم يجترون المواقف ذاتها بأساليب و مفردات مختلفة . انها كوميديا الديمقراطية , ثرثرة من اجل الثرثرة . لم نسمع من هؤلاء( الكومبارس النيابي ) موقفا وطنيا فيما يتعلق بالتدخل المباشر للسفارة الكبرى في ادق التفاصيل السياسية و الأمنية وحتى الاغاثية , من ردم الحفرة على طريق المصنع الى نقل الجرحى للعلاج في الخارج ... لم نسمع منهم اعتراضا على القوى التي تسعى لإثارة الفتن الداخلية في ظرف يحتاج فيه البلد الى وحدة وطنية . المضحك عندما يقول احدهم عن ان الانتخابات الأميركية ستحدد اسم رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد . المبكي اعلام متواطئ خبيث... انتظروا منه خلال اليومين القادمين التغطية الكاملة للانتخابات الأميركية والتقيؤ في التحاليل السياسية و السيناريوهات المقلدة لستانلي كوبريك.

أجهزة الدولة الاغاثية كالبطة العرجاء شبه غائبة تنتظر القرار السياسي . ساسة الدولة المهترئة يتابعون نتائج الانتخابات الأميركية لبناء على الشيء مقتضاه ..

 وحده الشعب الطيب الكريم النفس المعجون بالعزة و الكرامة العاشق للعدالة، عينه واذنه على الرجال في جنوب الكرامة وغزة العزة , لا تعنيه الانتخابات الأميركية فهو مقتنع "بأن حنا ليس افضل من حنين " الشعب متقدم بوعيه السياسي الفطري على كثير من مدعي الفهم السياسي عند التغيريين و التقليديين . الشعب حاسم خياراته الوطنية , لن ينسى المجازر والاجرام الصهيوني الأميركي بل تعزز عنده الوعي الثوري لسيحاسب عاجلا ام آجلاً المتخاذلين و الانهزاميين و شذاذ الافاق .

هناك تعليق واحد:

  1. صدقت فعلا يا دكتور ..... الأزمة ليست في لبنان وحدها، الأزمة في الوطن العربي كله... نظمنا كاونا يعلقون الآمال على هاريس، ولا يعرفون الا امتهان انفسهم...وكأنهم لا يعرفون أن الصهاينة هم من يحكم بالفعل.... الحرب الكبرى بدأت منذ زمن

    ردحذف

نرحب دائما بتعليقاتكم