الأمين العام للمؤتمر: رسالة إلى أخي الناصري
محمود عبد الحميد
أمين عام المؤتمر الناصري العام
أخي أيها الناصري :
هل يتسع صدرك
لبعض التساؤلات، على أن تتبعها بمزيد من الأسئلة ؟
1-
ماذا يعنى أن تكون ناصريا الآن ؟
ما الذى يتوجب
عليك فعله كونك ناصري ؟
ما هي المهام
والمسؤوليات التي تلقيها الناصرية عليك
الآن ؟
وهل أنت قادر
عليها، أهل لها، أو ما الذى يعوقك أو يمنعك ؟!
2 - ما هي
الناصرية ؟
هل ما زالت
الناصرية هي نظرية الثورة العربية والتغيير ؟
هل نحن أمام
ناصرية واحدة، حال وجود عبد الناصر وبعد غيابه منذ سبتمبر 1970؟ وحتى الآن ؟
كيف يمكن أن
نجدها أو أن نجمعها؟ أين يمكن أن نقرأها؟ نتبادلها وننقلها ونبشر بها ونبنى عليها
ونضم الكوادر إليها وتلتف الجماهير من حولها ؟
وهل من قراءة
وتحليل، أو إضافة أو تحديث أو تغيير، بعد كل هذه المتغيرات والتحولات الكبرى في
العالم وفى المنطقة وفى الإقليم وفى ربوع كل أنحاء الوطن، بدءا من انقلاب السادات
وقيادة الثورة المضادة، وتفكيك وتغيير الخريطة السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، عبر الانفتاح والمنابر ثم الأحزاب، ثم إخراج مصر وتقزيمها عبر كامب ديفيد وما
تبعها، ثم الحرب العراقية الإيرانية، وغزو الكويت، وسقوط بغداد ، ثم الربيع
المتنازع عليه عربيا وعبريا! وما تلاه من سقوط وتقسيم، انتهاء بطوفان الأقصى
وتبعاته المزلزلة على كل المستويات، كيف قرأت الناصرية كل ذلك واستوعبته؟ وما هي
مفاعيل كل ذلك في الحركة الناصرية والناصريين؟ وإلى أين انتهى بهم الأمر؟ وكيف
عصفت بهم كل هذه الأحداث؟ وإلى أين أوصلتهم تباعا ؟
3
- كم هو عمر الحركة الناصرية ؟
وكم أنجزت منذ
غياب القائد حتى الآن ؟
ما هو مشروعها، وخطتها وبرامجها ؟
هل تستحيل
المراجعة والتقييم والتغيير؟ أو ما أو من ذا الذى يحول دون ذلك ؟ ولماذا ؟
هل ما زال يمكن
استخدام مثل هكذا المصطلح التعبير ( النقد والنقد الذاتي ) ؟
كيف يمكن أن
نقرأ أو أن نقبل، أن ناصري ما يقف في صف سلطوي مع ذاك النظام أو غيره، أو أن ناصري
يختبئ في ذلك الخندق الطائفي أو ضده، أو ناصري ينخرط في بكائية حسينية الآن بعدما
كان منخرطا في بكائية أخرى في ظروف مغايرة، أو ناصري يوافق أو يتوافق مع استدعاء
المحتل للخلاص من النظام أينما كان ؟!
هل من ذلك من
الناصرية في شيء ؟!
4
- الناصرية والناصريون والحركة الناصرية و (التيار الناصري ) ما هي حقيقته؟ حجمه
ووزنه وقدره وقيمته ومراكز ثقله وقوته؟ أين هو هذا التيار؟ كيف نتواصل معه؟ كيف نخاطبه؟ أي وعاء أمكنه استيعابه أو تنظيمه؟ متى وكيف يمكن
استدعاؤه؟ وهل يبقى على حاله جامدا منتظرا دونما تأثير أو تغيير بكل هذه المستجدات
والمتغيرات والتحولات والمعاناة؟!
5
- هل الناصرية والناصريون و(الحركة أو الحركات الناصرية) على حالها، و (التيار
الناصري) قادرون الآن (أو متى) على مواجهة هذا التحدي وهذا الاستدعاء الأخير ؟
كيف ؟
ما هي عناصر
القوة ونقاط الضعف؟ ما هي الفرص وما هي التحديات؟
هل من إجابات؟
هل من خطط
وبرامج ومشروعات؟
هل من مراجعة
وتقييم وتقويم؟
هل الهدف
النهائي على الأقل ما زال محل اتفاق؟ الغاية والرسالة والمشروع، هل مازال هدف قابل
للتحقق أم أحلناه إلى دروب الغيب والخيال والأمنيات؟
هل يمكن الوصول
إلى الدولة العربية القومية الواحدة، بغير التنظيم القومي والأداة القومية
الناصرية الواحدة ؟
هل من الصيغ
مجازا القائمة الآن من يمكنه الاهتمام أو السعي أو المحاولة أو الوصول إلى هذه
الغاية المرحلية الأولوية الآن ؟ أو متى ؟
وإلا فلما
الناصرية وما غايتها وما غاية النضال الناصري مجازا ؟
إلا أن تكون
فكرة أخرى أو أهداف أخرى ذاتية كانت أو وطنية جامعة عامة ربما أو أشياء أخرى،
فلماذا على غير الحقيقة إقرانها أو إلصاقها بالناصرية التي يجب أن نجاهد ونجتهد أن
نسترجعها فنعرفها ونتدارسها ونبنيها ونقيم أداتها وكل بناءاتها الكادرية الفكرية
والتنظيمية الثورية ونفعلها على امتداد كل
ساحات الوطن ؟
إن هي إلا بعض
من تساؤلات أعتذر عن بداهة بعضها، وصراحة بعضها الآخر، أو ما قد يبدو من قسوة في
المعنى أو التعبير، إنما هي في كل الحالات تستدعي المزيد ثم المزيد من الأسئلة
التي تعتمل في النفوس والصدور التي آلمها العجز وطول الانتظار، ولا يجليها جميعا
ولا غيرها، إلا حوار جمعي مخلص منظم يحاول ما يمكنه أن يقدم ما يستطيع من إجابات
ممكنة، تظل قابلة لمزيد من الحوار والمزيد من الأسئلة، ويمكننا أن نتناول معا تبعات المزيد من الأسئلة حول المحاور الخمسة
الواردة تباعا وترتيبا منطقيا لازما.
ليست هناك تعليقات
نرحب دائما بتعليقاتكم