نظام يتهاوى ومحكمة مجرمة : لا تبع دمك سليل الأحرار فصراعك صراع وجود
بقلم: أبو معاذ
كثير منا أصابهم بعضا من الارتياح بعد حكم محكمة العدل الدولية، والحقيقة أن ما جاءت به المحكمة إجرام في إجرام، ساوت المحكمة التي وسموها بالعدل بين الضحية والقاتل، واعتبرت مقاومة الاحتلال جريمة، والخطير هنا أن هذا الحكم يؤسس لحقبة جديدة من الاستعمار المدعوم بما يسمونه الشرعية الدولية.
الحقيقة أيضا أنها مهزلة مهينة، وملهاة حقة، وفيها أن الإنسان علا وتجبر واستكبر، وسن بنفسه القوانين التي ستخل حتما بمنهج حركة الإنسان في الوجود
القانون الحتمي، والمطلق الذي وضعه خالق الإنسان جل وعلا سبحانه، يأتي من يقول أنه قاض يرتدي باروكة مجعدة، ومسربلا بثوب أسود يعود إلى ثقافة ومنهاج الماسونية،.... ما يحدث تمثيلية أجاد أبطالها أدوارهم
من الذي يقول أن شعب فلسطين الذي عانى نير الاحتلال لأكثر من 75 عاما ليس له الحق في المقاومة المسلحة، ألم تقارن هذه المسماة بالمحكمة بين أسير يخرج من غياهب سجون الاحتلال، وبين أسير يخرج من ثكنات المقاومين؟
هذا النظام الذي أسست له الماسونية، وجنود الدجال، من رأسمالية مقيتة غارقة في العفن، وإدارة الناس بأموال مصنوعة صنعا لا قيمة لها في حقيقة الأمر، وإرغام لسكان البسيطة على أن تحكم المعاملات الربوية البغيضة كل دقائق حياتهم، هذا النظام يتهاوى الآن، وكلما أمعن في الظلم، وأغرق في الكفر، والنفاق، كلما اقتربت نهايته، لا تحسبون أن الله غافلا، لا والله، إن الذي نصر عباده يوم بدر، وفي العاشر من رمضان، وفي السابع من أكتوبر، لقادر على أن يفني هذا النظام البغيض، وقد اقتربت ساعته، نعم، جاء الحق وزهق الباطل
وأقولها كلمة لكل ذي قلب سليم، ولب مدرك، إن لم تكن مع المقاومة والحق، فأنت سيد المنافقين، وعلى طريق الشيطان، ومقامك في الدرك الأسفل من النار، لنثبت ونرابط ولو بالقلوب، ولتنتفض دماؤنا حرة أبية ترفض كل صنوف الطغيان، ولكل صاحب دور قادر عليه إن لم تفعل “ما استطعت”، وإن لم تهب مالك، وحياتك، وبيتك، وبنيك، لواهب الحياة، فأنت لست منا، وأنت منافق، حدث نفسك بالحقائق، اختبر سلامة قلبك، وتذكر أن رسولك الكريم صل الله عليه وسلم قال يوما، “يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه”، وتذكر أن واثق ابن مسافر حين جاء يقتل عمر، ورآه نائما وسط الناس، قال له “حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر”، وتذكر أن سيدنا الحسين سبط رسول الله صل الله عليه وسلم، سفكت دمائه وسبعين معه من آل البيت الكرام، لأنه رفض إلا أن يقول “كلمة حق في وجه سلطان جائر”.
تذكر أنك من نسل العرب الذين جابوا العقول بعلمهم، وشجاعتهم، وبأس جيوشهم التي ما ركعت لمخلوق قط، تذكر أنك ربما حفيد لآل البيت، أو من نسل صلاح الدين، أو ابنا لأحمس طارد الهكسوس، وربما أحد أحفاد سيف الدين قطز الذي أوجع الهكسوس في عين جالوت بفلسطين.
لا تبع دمك الحر سليل الأحرار لمخلوق مهما علا فتتحسر يوم النصر العظيم الذي لاحت بشائره، تذكر أنك حر حتى في اتباعك الحق، أو الشيطان، تذكر أنك خلقت رجلا، وأنك خلقت أما تربي، وتزرع في الأرض المنتصرين بعزة الله، ووعده
أما هذا النظام المسمى بـ”الدولي”، فقد آن الوقت ليحمل عصاه على كاهله المريض ويرحل، وبالنسبة لقادة المجرمين، فلا يجدي معنا توقيفهم، والعدل الوحيد إعدامهم، اجتثاثهم من فوق الأرض، لأن صراعك معهم سيظل صراع وجود فلا تنأى عنه
دمت أبا معاذ، سنزرع بمشيئة الرحمن المنتصرين في الأرض
ردحذف