الدكتور أحمد عياش يكتب : حوّل حوّل ... تم اغتيال السيد كفاح مسلّح.
بقلم : الدكتور أحمد عياش
في المرحلة المقبلة سيكثر الانتهازيون، تعلّم الكثيرون ان الوقوف على التلّة عند تناطح الرؤوس اسلم، ان الموت في سبيل اي كان عمل احمق، ان التضحية مهما كان الهدف منها ليت غير جنون.
ما نشهده اليوم ليس سقوط نظام وتصفية حساب مع حزب و اجتثاث حركة من الوجود إنما الأمر اسوأ:
انهاء الكفاح المسلّح.
ما نراه من مجازر متنقلة يومية منذ أربعة عشر شهراً إضافة لانتقام عنيف من جيش مواجهة ليس غير اغتيال لفكرة الكفاح المسلّح في ضمير الناس.
لم يقصف العدو الأصيل المباني والمواقع العسكرية ولم يغتال الكوادر في البيوت والطرقات فقط إنما قصف ما هو اعمق:
قصف الأنفس، ضعضعها، حاول ويحاول إعادة تركيب مكوناتها، عمل على تبديل الاولويات فيها، زرع الغاماً .
لا يتحدث احد عن خطة الكفاح المسلّح غداً.
صار الكلام عن احتمال وجهوزية التطبيع وجعل فكرة السلام امرٌا عاديا وطبيعيا.
انتصر الأوغاد مؤقتا في فلسطين ولبنان.
تأجّل الكلام عن التحرير لخمسين سنة على الاقل.
يبدو الذي استعجل قرار وقف إطلاق النار في لبنان ليس فقط قرار المحكمة الجنائية الدولية وضغط واشنطن وباريس و صمود بلدة الخيام والرأي العام العالمي.
الذي سرع بفرض قرار وقف إطلاق النار جهوزية خطة طرد النظام السوري باتفاق تركي - اميركي - اسرائيلي - روسي _دولي _ مخابراتي.
لم يسقطوا آل الأسد وحزب البعث الا عندما اطمأنوا انهم دمروا سوريا وجيشها.
كان بامكانهم اغتيال الرئيس بشار الأسد قبل عشر سنوات الا انهم لم يفعلوا، يريدون تدمير العراق واليمن وليبيا وسوريا وغدا الأردن ومصر والجزائر.
نضجت الخطة هناك بعدما تمّ تحييد كل الصواريخ اللبنانية وبعد أن تم احتلال كل قطاع غزة.
اخبرناكم ولم تصدقوا ان دمشق وطهران هما الخاصرة الرخوة لحزب ال ل.ه وليس العكس.
حدود الكيان المؤقت صارت آمنة جدا بل ان جيش العدو الاصيل وسّع انتشاره ولم يبق له غير خطوتين ويتنزه في دمشق.
في كل هذا المشهد المأساوي - الاحتفالي، الحزين - المفرح، المبكي _ الانتقامي، وحده اغتيال الكفاح المسلّح واضحة جريمته ووحده أمن حدود الكيان المؤقت واضحة معالمه.
كل الباقي تفاصيل تكاد تكون مخابراتياً كاريكاتورية، يهرب رئيس، يتقدم مؤمن مجاهد، تسقط مدن بلا قتال، تختفي بلاد من الخارطة.
تمّت عملية اغتيال الكفاح المسلّح بنجاح.
بعد سقوط الفدائي العروبي واليساري والقومي ها هو الفدائي الإسلامي المجاهد يسقط ويتمّ تحييده .
لم يفشل اي فدائي، فقد قاتل وجاهد الجميع حتى الرمق الأخير ضد العدو الأصيل، الا ان الأشرار أقوى.
الانذال امكر،
سحقوا غزة وجنوب لبنان وتقدموا باتجاه دمشق.
نحن الذين بيوتهم الاوهن من بيوت العنكبوت.
بغض النظر عمن سيحكم دمشق وبغداد وصنعاء والقاهرة وعمان وانقرة وطهران والجزائر وطرابلس الغرب، فقد تم اغتيال الكفاح المسلّح وتقدّم دعاة التطبيع الحقير والسلام الزائف الذليل وليس غير جزمة الاميركي ستدعس الجميع وليس غير اموال قطر ودبي والرياض والمنامة ستقلب أنظمة وتنشر الفوضى من زمن الرئيس عبدالناصر وليس غير بدَع طهران وانقرة وموسكو و واشنطن ستهدم الوطن العربي.
نحن في حداد نضالي.
مات الكفاح المسلح من أجل تحرير فلسطين.
و رغم قساوة المشهد سننهض.
هل فهمت الان المشهد؟
يا بنيّ،
كلهم يكذبون.
ابي هل انهكك التعب والمسير، لم يبق غير خطوة واحدة، يوم واحد، شهر وحيد، جيل او جيلين بعد ونحقق الانتصار والتحرير، لا تسقط ، اصمد وثابر.
المجد للفدائيين.
المجد لمن يحلم بالكفاح المسلح من جديد.
"انتهى البيان".
#الحاج_مستاء_ الثوري
ليست هناك تعليقات
نرحب دائما بتعليقاتكم