هل مصر مدينة للاستعمار؟
الدكتور أحمد الصاوي*
مفكر قومي
يجوز للاستعمار الأوربي الذي امتد نشاطه من آسيا وأفريقيا في العالم القديم إلى الأمريكيتين وأستراليا أن يدعي ويزعم أن ما فعله من قتل وذبح ونهب في كل تلك القارات كان من أجل تمدين الشعوب المتخلفة الغارقة في الجهالة
فحتى إبليس ذاته قدم لخالقه مسوغات
لرفضه السجود لآدم لأنه من طين بينما إبليس من نار متناسيا أن الخالق هو شاء ذلك
لحكمة تقصر عنها أفهام مخلوقاته.
لكن أن يصدق ذلك دكتور يحمل خمس
شهادات (من الابتدائية إلى الدكتوراه) فذلك
في افضل الاحوال هو الجهل المبين إن لم يكن الضلال المقيم.
والطامة الكبرى أن يكون هذا الدكطور
بما يحمله من أسفار خمسة من مصر التي لا يمكن لمستعمر مر بتاريخها أن يزعم أنه
صاحب فضل عليها بدءا من الإغريق وإنتهاء بالانجليز.
لن أتحدث عن الماضي البعيد الذي تفصح
عن حقائقه الآثار واكتشافاتها وما يتصل بها من أبحاث يكتبها الأجانب قبل الوطنيين
ولكن خلينا في شأن الفرنسيس والانجليز.
هل فرنسا صاحبة فضل على مصر؟
نهبت فرنسا من مصر آثارا ومخطوطات
ووثائق ودمرت أحياء كاملة من القاهرة فضلا عن قرى ومدن شتى منذ حملات الفرنجة
الصليبيين إلى العدوان الثلاثي ١٩٥٦ ومرورا بحملة بونابرت الشهيرة.
أما من قتلتهم في تلك المرات فهم
أكثر من أن يحصوا عددا قضوا جميعا بلا جريرة ارتكبوها وبدون اعتذار أو ندم ولن
أشير لطائرات الميستير والميراج التي سلحت بها فرنسا الكيان عام ١٩٥٦ و ١٩٦٧.
أما إنجلترا التي لطالما صدعنا
الملكيون بأنها مدينة لمصر بملايين الجنيهات فقد أصبحت فجأة صاحبة فضل على مصر ولا
أدري أي فضل لمستعمر قتل خيرة شبابنا وقصف بورسعيد جهارا نهارا في ١٩٥٦ ونهب
ثرواتنا وحولنا مزرعة لقطن مصانعه وسوقا مفتوحة لمنتجاته
لم تكن إنجلترا صاحبة فضل في تطوير
الزراعة المصرية وكانت ضد تصنيع مصر لولا جهود طلعت حرب.
أول مرة أشوف حد من المستعمرات طبعا
غير الخونة والعملاء يمدح الاستعمار الذي تراه البشرية سبب شقائها وتعاستها إلى
يومنا هذا
هل أنتم خونة أم جهلة؟
خياران ليس لهما ثالث.
ليست هناك تعليقات
نرحب دائما بتعليقاتكم