متاح الآن

بيان للمؤتمر الناصري العام : إلى ترامب : سنعلمك كيف تتأدب، وما يجري في (حلب - إدلب) جزء من مخطط إعادة التقسيم

 



  • مصر معنية مباشرة بما يجري في كل سوريا الكبرى
  • الأزهر في مكانه وخطاب الاستقلال والكرامة مازال حيا فينا
  • قطع كافة العلاقات مع العدو ومواجهة التهديد بالإنذار
  • المحرقة بمحرقة، والدم بدم


بسم الله الرحمن الرحيم

إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ*

 صدق الله العظيم

إن المؤتمر الناصري العام، وهو يتلمس بوادر فتنة كبرى، وجحيم يقتلع القاصي والداني على كل الأرض العربية، وفي هذه اللحظة الفارقة من تاريخ الأمة يحدد معالم طريق بين لمن كان له قلب سليم، وعقل واع قادر على تبين الغي من الحق.

إن هذه رسالتنا للقاصي، والداني، وهذا هو موقفنا، الفاصل بين الحقيقة وما عداها:

أولا: إلى الساعي إلى أحلام واهمة، ترامب ورفاقه، مرحبا بك في جحيم الشرق الذي ستصطلي بناره أنت ومن وراءك، وإن كنت لا تعرف عما تتحدث، فنحن لها وسنعلمك كيف تتأدب

ثانيا: إن ما تشهده سوريا العربية إنما هو محض خطوة من خطوات أعدت سلفا يستهدفها المخطط الصهيوني العتيد، والذي تديره "المسيحية الصهيونية"، و"الماسونية العالمية"، وهو ما لم يعد خافيا على أحد.

إن الهجوم الذي يجري ضد الجمهورية العربية السورية تدعمه بكل جلاء العواصم الثلاث: واشنطون وأنقرة وتل أبيب تمويلا وتسليحا وعملياتيا، ومن لا يبصر تلك الحقيقة فهو في تلك أعمى البصر والبصيرة.

وما يجري الان في خط "حلب - إدلب"، هو جزء من مخطط إعادة تقسيم المنطقة، وتمكين الكيان الصهيوني من الاستيلاء على كامل أرض فلسطين التاريخية، وفرض هيمنة الكيان على ما يسمى الشرق الأوسط الجديد، وهذا ما أعلنه نتنياهو على رؤوس الأشهاد وبالخرائط مع تقسيم الدول العربية وتوزيع بعض أراضيها على أطراف إقليمية أخرى منها تركيا وإيران لمن يرون بعين واحدة كليلة.

ولم يضيع قائد ما يسمى بـ"هيئة تحرير الشام"، وقتا فتحدث إلى القناة 12 العبرية قائلا "لقد نظرنا في اتفاق وقف اطلاق النار مع حزب الله وفهمنا ان هذا هو الوقت المناسب لتحرير أرضنا"، وأضاف "هذه العملية العسكرية حاسمة. نحن لن ندع حزب الله يقاتل في مناطقنا، كما لن نسمح للإيرانيين بالتجذر فيها"، على حد تعبيره.

ومن ثم فلا يمكن النظر للتحرك صوب حلب - إدلب بمعزل عن مسار الحرب في غزة والحرب في لبنان بل ولا حتى عن مسار الحرب الروسية - الأوكرانية التي تنغمس فيها دول الناتو قاطبة.

ويتسق ذلك خصوصا إذا ما علمنا أن المناطق على هذا الخط كانت تتركز فيها عمليات تصنيع صواريخ المقاومة في لبنان وفلسطين.

وما سلف ليس بحاجة لتدقيق معلومات حول ما جرى من وقائع مادية تؤشر إلى ما يلي:

1- ما يحدث في سوريا جزء من مخطط توسعة الكيان الصهيوني.

2- إن حرب غزة وبحق كانت وما زالت كاشفة، وتأكد أن القوى المتحدثة باسم الدين، والمتسربلة بأسماء وصفات أرادت فتنة العرب والمسلمين إنما هي من صنع الاستعمار، والصهيونية، وفي المقدمة جماعة "الأخوان المسلمين"، وصنوف ما يسمى بـ"التيار السلفي"، وهم المكون لما يسمى بـ"هيئة تحرير الشام"، العميلة للصهيونية والماسونية.

3- وفي السياق فإنه لا ينبغي إغفال أن المخطط الذي كان يعد لسيناء، ووجود ما سمي بتنظيم "ولاية سيناء"، وما اندرج تحته من تنظيمات متحالفة على شاكلة "هيئة تحرير الشام"، إنما كان في نفس السياق، والرؤية، والتخطيط الذي يعد لإعادة صياغة خريطة المنطقة بكاملها.

4- إن مصر معنية مباشرة بما يجري في كل سوريا الكبرى؛ سورية ولبنان وفلسطين، وصولا لتركيا شمالا والعراق شرقا بغض النظر إن كان الحكم في القاهرة "عروبيا" أو "وطنيا مصريا".

إن ما يجري في شرق الوطن العربي يستدعي اتخاذ ما يلزم لردع العدوان، وخوض ما فرض علينا، والتعامل بما يجب مع التطور الإقليمي الذي يرتبط من دون شك بعالم يتشكل، ويستعد لصراع عسكري مفصلي.

لقد آن الأوان لوضع النقاط فوق حروفها:

أولا: لم يعد هناك مسوغ لأن يتجاهل النظام العربي حقيقة أن مقدرات ومستقبل الشعوب تخضع لإرادة وتصورات دائرة ضيقة يعتقد أصحابها انهم أصحاب الحل والعقد، ففي أوقات الخطر والأزمات ما من بديل عن حوار مجتمعي جاد ونافذ.

ثانيا: لم يعد هناك مبرر واحد يقتضي التمسك بـ"الحكمة المذمومة"، أو "الرشد غير الرشيد"، إزاء التهديدات الواضحة والصريحة من الكيان الصهيوني، ومن يسيره، فلا يستوعب عاقل أن يهدد "ترامب" بمحرقة للـ"شرق الأوسط"، ونتوهم أنه يهدد "حركة حماس"!!!، ونتساءل "هل هناك محرقة أكثر مما يحدث في غزة"؟؟

ثالثا: على النظام الإقليمي العربي بكامله أن يعي أن هناك شعبا عربيا فاض به الكيل، وأنه جاهز لبذل كل غال ليفتدي به وطنه، وأن نموذج الإبادة في غزة كما يهدد الشعوب فإنه يهدد العروش في آن معا.

رابعا: حان الوقت لوقف كافة أشكال التدليس على الشعب العربي، واتخاذ خطوة تأخرت بقطع كافة أشكال العلاقات الممجوجة مع العدو الصهيوني، ومن وراءه، والرد على التهديد بإنذار، والمحرقة بمحرقة، والدم بدم، فما يجدي عيش بذلة، ولا يقوم وطن بمهانة.

خامسا: إعلان تهديدات ترامب مرفوضة، واتخاذ ما يفي من إجراءات تعتبر أن الولايات المتحدة الأميركية في حالة عداء مع الشعب العربي، وإنهاء التحالف القائم بين النظام العربي الإقليمي، وواشنطون، واتخاذ من الإجراءات ما يكفل حماية المصالح العربية العليا، والأمن القومي العربي المهدد في سيناء، والأردن، وسورية، ولبنان بوضوح وبلا لبس.

سادسا: إن المؤتمر الناصري العام، وفي كل ساحاته في الوطن، يؤكد أن وضوح الرؤية يستند إلى وضوح الحقيقة، وأن المشهد المخز لما يسمى بـ"رموز المعارضة في سوريا"، وهم يتحدثون مباشرة من فلسطين المحتلة على رؤوس الأشهاد، وفي ضيافة رموز الكيان الصهيوني ليس بعده من موقف إلا دعم الجيش العربي السوري بمواجهة المخطط الصهيوني الاستعماري، وليس دفاعا عن نظام بشار الأسد، قدر ما هو ذود عن مقدرات ومستقبل هذه الأمة الواحدة.

وأخيرا: إن مقومات سيطرة الاستعمار إن لم تكن بالتدخل العسكري المباشر فهي بالضغوط والسياسات الاقتصادية، وتمرير سياسات التبعية، عبر مؤسسات الاستعمار وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي، وتارة عبر وكلاء ما يسمى بـ"صفقة القرن"، وحان الوقت ليتوقف كل هذا العبث بمستقبل شعب هذه الأمة، وإذ نتذكر هذه الأيام انتصار مصر ودحر العدوان الثلاثي سنة 1956، وصمود مدينة صغيرة "بورسعيد"، أمام جحافل الشر والعدوان، فما اشبه اللية بالبارحة، وما جبل عليه اباؤنا وأجدادنا لسنا بعيدين عنه، والأزهر في مكانه، وخطاب الاستقلال والكرامة ما زال حيا فينا

عاش نضال الشعب العربي على طريق

الحرية والاشتراكية والوحدة

المؤتمر الناصري العام

القاهرة في 3 ديسمبر 2024

هناك 4 تعليقات:

  1. احمد الحويط-4 ديسمبر 2024 في 4:09 م

    اوافق تماما علي ما جاء بالبيان، وهو بالتأكيد موجه لكافة جماهير شعبنا الحية والفاعلة، وليست تلك النخب العميلة والمنبطحة، سيظل دائما شعار " المقاومة خيار الأمة" هو بوصلة النضال حتي التحرر والتحرير.

    ردحذف
  2. بشير الاسوامى

    ردحذف
  3. اوافق على كل ماجاء بالبيان وادعو جماهير الامة الحية للتحرك

    ردحذف
  4. سمير رزق
    اوافق على كل ماجاء فى البيان

    ردحذف

نرحب دائما بتعليقاتكم