علها تصادف إجابات ممكنة ؟
محمود عبد الحميد*
أمين عام المؤتمر الناصري العام
هل نحن متأكدون من صحة وسلامة عقولنا ؟! ومن ثم طريقتنا في الفهم والتناول والتفكير؟ ومن ثم فهل نحن إذن نستخرج ونستولد من عقولنا عموم الأسئلة اللازمة لوجودنا وحياتنا الصحيحة المناسبة ؟
ثم نستدعى أنفسنا
والآخرين ونتنادى للحوار فنفكر ونبحث معا عن إجابات مطلوبة لازمة وممكنة ؟
فلماذا إذن يستمر هكذا
حالنا ؟ أو أن هذا هو حالنا الذى نسعى إليه ونسعد به ويناسبنا ويرضينا أحيانا أو
غالبا أو دائما أو ربما بعد حين ؟!
فلماذا إذن تستمر فينا
الأن كل هذه المذابح والمجازر البشعة الآثمة، طوال هذا الوقت وبكل هذه المآ سى الحزينة
المؤلمة المروعة فوق أراضينا تطال أبناء أمتنا وشعبنا، دون أن تتوقف يوما أونوقفها
؟!
ولماذا لا نعرف كيف ؟ ولا
متى ؟ ولا أين يمكن أن تتوقف ؟! ومتى يمكن أن تنتهى ؟ ومن ذا الذى يمكن أن يوقفها
أو ينهيها ؟ نحن أم أحد ما آخر غيرنا ؟!
وإلاما يا ترى يمكن أن
تنتهى أو تؤول ؟ وإلى أين يمكن أن تصل ؟ وهل من دور لنا فى ذلك ؟ وفى أى مرحلة من
المراحل ؟ ومتى يمكن أن تأتى ؟ ومتى يحين دورنا ؟!
ماهى التصورات ؟
القراءات، الإحتمالات، السيناريوهات المحتملة، والتكهنات القائمة، ومتى ؟ وبيد من
؟وفى أى مصلحة تصب ؟ وعلى أى طريق أو طريقة؟ وكيف يمكن أن يحدث؟ بنا أو فى غيبة
منا !
ومن المسؤول عنها ؟
قيامها، بدئها، ديمومتها واستمرارها ونتائجها ومآلاتها؟ هل هى كلها أسباب خارجة
عنا، أم أننا جزء من نشأتها وتكوينها واستمرارها ؟! ومن الذى يتحمل نتائجها الأن
ومستقبلا ؟!
ما هو قدر وكم وقيمة
الأسئلة ؟ هل من أسئلة محتومة ؟ وما الذى
يجب أن يستتبعها من إجابات وجودية حتمية لازمة ؟ فهل من إجابات إرادية واقعية
فاعلة ممكنة ؟
والأن، فماذا بعد
المشاهد والمقاطع والمتابعة والمشاهدة والترقب والإنتظار؟! فإما الحزن والصمت
والقهروالعجز، وإما التأييد والتشجيع والإستبشار ! أو ربما أو دائما المزيد من
الإنتظار؟!
وبأى عقل نواجه الأحداث
والأخبار والمواقف عادة، بعقل فاعل ربما أو بذلك العقل العربي العاطفي المنفعل
الجبار ؟!
وهل من احتمال لدور
فاعل لنا ربما أو إرادة أو قدرة أو اختيار ؟! متى قد كان ومتى يمكن أن يأتى وكيف ؟
ماذا كان يجب علينا أن
نفعل ؟ ولماذا لم نفعل ؟! وما العمل الأن ؟ ما الذى ما زال يتوجب علينا ؟ علينا
نحن، نحن دون غيرنا، دون أن نطالب أحدا لانملك منه شيئا، ولماذا لا نفعل شيئ؟! من
أو ما أو ماذا ؟ أى قوة قاهرة تلك التى تمنع أو تعطل ؟
إلى أين يمكن أن تصل
بنا هذه الحلقة إذن من بين حلقات الصراع ؟
هل من صورة ما أو
احتمالات ممكنة للإنتصار ؟ كيف يمكن أن نصل إليها أو أن نبنى عليها ؟ ومتى ؟ ماهى
الخطة والإمكانيات وعناصرها وأدواتها والوسائل والتواصل والأساليب وتنظيمها
وتوظيفها وغاياتها، وتطويرها وتغييرها والمتابعة والتقييم والتغيير ؟
ما هى صورة أو صور
ومجالات الهزيمة والإنكسار؟ كيف سوف تؤثر علينا ؟ وإلى أين يمكن أن تصل بنا، ولأى مدى ممكن فى النفس والعمق والروح والأمل
والزمن ؟ وفى مواقع الجغرافيا وفى صفحات التاريخ ؟ وكيف سنورثها وتتوارثها الأجيال
؟ وهل يمكن تجنبها ؟ وكيف ومتى يمكن أن نتمكن من تجاوزها ؟ وهل من سبيل أو تهيئ أو
تصور أو استعداد للحيلولة دونها ؟
هل صحيح إذن أن الأمر
كله بيد أمريكا ؟! وهل نحن كما النتن-ياهو ننتظر إدارة ترامب ؟!
أم أنه مازالت هناك
مساحات عقلية ممكنة للإنتظار لأوهام وأمنيات كاذبة لدور مصري أو عربي رسمي؟!
أو الإنتظار ثم التقييم
من بعد، ثم الإختلاف، والمعارك الجانبية والفرعية والثانوية والعبثية حول قيمة
وأهمية ومصالح دورمحور المقاومة ودولة
تركيا ! أو دولة إيران ؟!
أو أن تتفتق الأحداث
العالمية والدولية عن دور ما ربما قريب لتلك القوى العظمى المنتظرة الجديدة روسية كانت أم صينية، مع اقتراب شبح
ننتظره ونترقبه حول احتمالات نشوب الحرب الرابعة العالمية ؟! وما شاننا بها ؟! وهل
لنا من دور ما فاعل فيها ؟! وهل لنا مساحات منها أو دور أو تأثير؟! وأين سوف يكون
موقعنا ؟! أو ربما قد يتبدل من أغنام إلى غنائم !
وهل ما زال يمكن أن نظل
هكذا نصدق دوما كل أكاذيب الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمؤسسات والمنظمات الدولية
وحقوق الإنسان والشعوب والأوطان والنسيان ؟!
وإلى متى يمكننا التحمل
والاستمرار؟ وإلى متى نستمر فى هذا التنقل عبثا أو وهما فى ذات مواقعنا من الصمت إلى العجز إلى
الخزي إلى النسيان أو دائما فى نفس
الحالة من إستمرار الإنتظار؟!
وإلى متى يستمر فينا هذا التقبل والتعايش
والقدرية والتسليم والإعتياد ؟!
من أين لنا بكل هذه
الطاقة وتلك القدرة على احتمال كل تلك الفظائع فى كل الصور والمشاهد والمقاطع لكل
هذه المجازر والمذابح ونحن نتابعها ونعايشها ونتعايش معها مباشرة على الهواء وهى
تقتل من أرواحنا فى كل لحظة شيئ جديد دون أن تحرك فينا ساكنا أو تفجر فينا قدرا من
الحياء وقدرة للحياة ؟!
أم أن قلوبنا قد تحجرت،
ودموعنا قد تصحرت، ولم يبق فينا شيئ من الإستفزاز أوالإستنفار، أو بعض من الرفض
والكفر، أثر ما ممكن من صالح الدعاء والإستغفار، أو بعض من الإستحضار، وعى وإيمان
بعمق الإستعداء، يستدعى شيئ ما ممكن أو محتمل لأى صورة ربما من صور أو طرق الإستجابة لكل هذا التحدي وكل نداءات
الإستغاثة والإستدعاء ؟!
من أين جاءت كل تلك
التشوهات ؟! وكل هذا القدر من البلاهة والبلادة والعجز والسكون والجمود ؟!
لماذا نقف هكذا بعد كل
هذا الوقت عاجزين مشلولين مكتوفى الأيدى والعقل والوعى والإرادة والتمييز والتكوين والقدرة والتفكير؟!
هل هو صحيح فعلا وحقيقى،
أنه ليس بأيدينا شيئ، أى شيئ ؟!
لا إله إلا الله.ولاحول
ولاقوة إلا بالله. فإن الدعاء والإستعانة بالله، هى بعد أن نقوم أولا بما علينا .
لماذا ما زال لا يمكننا
أن نتخلص بعد من ثقافة المستعمرات والإستعباد والدونية والإستضعاف ؟! وعقلية
وطريقة تفكير المستعمرين المستضعفين المستعبدين المنتظرين ؟!
ليس بالضرورة أن يكون
اللورد كرومر هنا فى القاهرة أو على ضفاف القناة، وليس بالضرورة أن يكون إنجليزيا
أو فرنسيا، يمكنه كما أمكنه أن يكون أمريكيا أو صهيونيا، ويمكنه أن يحكم وينهى
ويأمر من البنتاجون، وليس بالضرورة أن يظل الملك قابعا تابعا فى قصر عابدين، يمكنه
أن يتنقل فى أى من القصور الرئاسية ! ونظل مستعمرين مستعبدين فى واقعنا وفى عقول
رؤوسنا ضمن قطيع المستعمرات العربية والإقريقية والإسلامية المتخلفة! مغلولة
حريتنا، مسلوبة إرادتنا، منهوبة ثرواتنا، مرهونة مصائرنا، ممنوعة وحدتنا وتقدمنا
أبدا، ممسوخة حياتنا ووجودنا !
هل نحن كما نحن على ما
كنا وما زلنا عليه ؟! هل تقدمنا ربما خطوة ما ؟ أم تراجعنا خطوات أكبر وأطول وأكثر
كثيرا مما مضى ؟! ما الذى حدث منذ النكبة الأولى ؟ هل تغير شيئ ؟! مالذى قد تغير
؟!
هل دحرنا العدو والعدوان
وانتصرنا ربما عليه ؟ هزمناه وأقصيناه عن أراضينا ورحل عن كاهلنا ومضينا فى طريقنا
ومشروعنا ومستقبلنا ؟ وتقدمنا فيما بعد وتعلمنا وأنجزنا وتوحدنا وتطورنا !
لماذا إذن ما زال يمكنه
أن يحتل المزيد من الأراضى ؟! ويغتصب المزيد ممن تبقى من شرف، ويقسم ثم يفتت ثم
يقيم المزيد من الدول ؟! ولماذا ما زال يمكنه أن يهزم ويتمكن ويمسخ المزيد من
العقول والإرادات ويصل إلى المزيد من التابعين والخونة والقيادات ؟!
هل أمكننا أو يمكننا أن
نحاكمه ونحاسبه عل كل تلك الجرائم التى مازالت ترتكب فى حق أهالينا فى كل مكان وكل
أبناء أمتنا وشعبنا، ونهب ثرواتنا ومنع وحدتنا وتقدمنا وضياع مستقبلنا ومشروعنا ؟!
هل أحصينا عدد الشهداء
والقتلى والجرحى والمفقودين والمعاقين، والأطفال والأجنة فى بطون الأمهات، وكل من
فقدنا من أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا النساء والأشلاء، والحوامل والثكالى والأرامل،
والجائعين والضائعين والشيوخ والعجائز والشباب والصبايا واليافعين والمعتقلين
والمحبوسين والمغتصبين والمعذبين ؟!
وهل أحصينا عدد الخيام
واللاجئين والنازحين والمهاجرين والمهجرين، والضائعين والتائهين والمحبطين
واليائسين والضعفاء والعاجزين، والأميين والجهلاء والأموات حكما والمتخلفين وقائمة
لا تنتهى ولا تغادر أحدا أو شيئا إلا حطمته وأفقدته وضيعته قتلا لكل معانى وعلامات
الإنسانية والحياة والبقاء والوجود ؟!
كم بلغ العدد تقريبا أو
تحديدا أو على وجه اليقين ؟! كم مليونا كانوا فى الكوفة والبصرة أو بغداد ؟! وكم
بلغ عددهم فى السويس وفى بورتوفيق وفى الإسماعيلية وفى بورسعيد وبورفؤاد وفى سيناء
؟ وكم يبلغ عددهم فى حمص وفى دمشق وفى اللاذقية وحمص وفى حلب وفى حماة ؟! وكم يبلغ
عددهم فى بنغازى وفى سرت وفى طبرق وفى طرابلس ؟! وكم فى تعزوالحديدة فى اليمن وفى
صنعاء ؟! وكم يبلغ عدهم بعد فى صيدا وفى صور وفى طرابلس وفى الخيام وفى البقاع وفى
بيروت وفى لبنان ؟! وكم سيبلغ عددهم بعد مابين الحدود والجيرة بين ليبيا ومصرفى
الخرطوم وفى الجنوب وفى عموم السودان ؟! وكم سيبلغ عددهم فى جباليا وفى بيت لاهيا
وفى النصيرات وفى رفح وفى غزة العزة كلها وفى عموم الضفة وفى كل فلسطين وحول
الأقصى الذى باركنا حوله ؟! وكم كان عددهم فى الجزائر لو تذكرون ؟! كم كانوا فى
المذابح والمجازر كلها وفى بحر البقر وفى أبو زعبل وفى قانا وصبرا وشاتيلا ودير ياسين ؟ وكم نهرفى
عموم أرض غزة من دماء ؟! وكم ما زال تحت أنقاضها من جثث وأشلاء ؟! وكم بقى فينا من
روح وأكباد وأحشاء ؟!
كم شهيد بغير ذنب ؟! كم
من الشهداء سقطوا فى ميدان التحرير وفى السويس وفى مختلف الميادين ؟! وهل تحررنا
وانتصرنا من بعدهم ؟! وهل من ثأر أو أثر أو ذكرى أو وفاء لهم ؟!
هل هناك من جديد ؟!
تلك حضارتهم منذ قامت .
وهذه حضارتنا منذ سقطت !
لماذا لا يرون فينا قوة
؟!
لماذا لم يشعروا منا
بأى خوف أو تهديد ؟!
لماذا لم نغلق لهم
سفارة ؟! ولم نهدم لهم عمارة ؟! ولم نهدد لهم أى مصالح أو وجود ؟!
لماذا هم حولنا وفى كل
مكان بيننا موجودين آمنين شركات وسفارات ورعايا ومصالح وجواسيس ؟!
كم قتلوا فينا وكم
يقتلون منا آمنين ؟!
كم عدد الشهداء الذين
قدمنا وكم يمكن أن نقدم ثمنا ربما يكون يوما كافيا للحرية والكرامة والوجود ؟
كم عدد المعتقلين ؟
وماذا لو تمتلئ منا السجون ؟ كم ألف يمكن أن نقدم أو كم مليون ؟
إلى أى حد وإلى أى مدى
يمكنهم الإستطاعة أو يحتملون ؟ وهم كالجرذان يختبئون !
وهل إكتفينا مقاطعة ؟!
وإلى أين يمكن أن نصل بدوائرها ونعمقها ونوسعها إلى أن نصل إلى مقاطعة كاملة شاملة
تقتحم أبواب العصيان ؟
كيف يمكن أن يسامح
الواحد منا نفسه ؟! كيف يعيش أو يتعايش أو يتسامح مع نفسه أو نسله أو مع ظله
والآخرين ؟!
وماذا عن يوم الدين ؟
أى إجابة يمكنها أن
تكون جائزة ممكنة من أى شهادة أو عرف أو إنسانية أو أى دين ؟!
حول أى سؤال من كل ذلك
يمكن أن نلتقى أو نختلف أونعرف سبيل
للإجابة ربما أو نلتمس طريق ؟
أو ماذا بعد ؟!
أو أى إجابة أخرى ؟!
أو ماذا ؟ أو فإن مانحن
عليه ومابتنا وأصبحنا فيه فإنه قدري جبري قهري مكتوب ! أو إنه صحيح ربما ! وليس
علينا إلا القبول به والتسليم وليس أمامنا
إلا أن ننتظر ؟!
فكم من عكا وكم من وال مر
عليها فى تاريخنا ؟! وكم من ناصر وكم من صلاح الدين ؟
وكم من دورة مرت علينا
فى التاريخ ففى كم دورة قمنا برسالتنا فيها، وكم نحيا فقط كأى مخلوقات أخرى نحافظ
على النوع مكرهين ؟!
أو ربما بعد كل ذلك،
فإن الإجابات كلها تتفاعل الأن فيك وتعتلى أرجاء رأسك والوجود، تكمن الإجابة هناك فى زاوية سحيقة عميقة من
أعماق التاريخ فينا من بعيد، وكنا وقد آهلنا عليها كل أتربة العواصف والرياح،
وأوحال الجهل والتخلف عبر كثير من السنين
والقرون، منذ غادرنا أسس حضارتنا
تسقط بعد التقدم والريادة فى الحضارة والعمارة والفلسفة وكل العلوم والثقافة
والفنون، وربما تكمن فى عمق الدين الذى لم نعد نعرف عنه ولم نعد نقدم منه غير
الظواهر والمظاهر والقشوروالتمائم والمخاوف والتعاويذ !
والأكيد دائما أن كل الأسئلة وكل الإجابات إنما المناط بها دائما
والمسؤول عنها كلها هو أنت ، هو الإنسان، وفى زاوية ما من العقل الذى وهبه الرحمن
تكمن إجابات كل الأسئلة حين يصحو فينتبه ويهتم فيستخرج الأسئلة ويحاول ويحاور ويجتهد
ويبدع ويعرف فيعمل، ويعينه الله فينجح ويتقدم وينتصر ويقود الجماعات والمجموعات
والمجتمعات، وهكذا هى رسالة العدل والعمران، ولهذا كان الخلق والإستخلاف، وبهذا
يكون لوجودنا معنى، ويكون لحسابنا سبب .
ففى زاوية ما فى جانب ما من هذا العقل العربي محشورة
كل الأسئلة وتكمن كل الإجابات . وإنما !
@السهل الممتنع
ردحذف