متاح الآن

أحمد المصري يكتب تحت النار : الشرق الأوسط الجديد لا يمر بدون مصر وصفقة غزة مرحلة واحدة فقط

 


أحمد خميس المصري*

* محام ومستشار قانوني وناشط مجتمعي

* عضو المؤتمر الناصري العام - الأمين العام المؤقت لساحة غزة

ما تسرب لدي من معلومات حول ما يُحاك في الغرف المظلمة أخطر بكثير من توقعات فرحتنا بالصفقة.

صحيح أن مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية زار مصر، ومن ثم قطر، وكانت الصفقة جزءًا من الحوار، وليس كله.

إذاً ما القصة؟

عرض على مصر فتح معبر رفح البري مع قطاع غزة، ولا يعني من سيديره، ولكن المهم للغاية هو من فتحه! الغاية هي فتح باب التهجير  لسكان القطاع إلى داخل سيناء، مقابل امتيازات جبارة لصالح مصر.

في خطوة تُسجل للقيادة المصرية وبشكل مفاجئ تم تنفيذ مناورة عسكرية في سيناء، هي الأقوى منذ عام 1973، بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان المصري.

 هذه المناورة بمثابة تحدٍ بالنار وبداية مواجهة مع السيادة المصرية.

روسيا نقلت عدد كبير من القواعد العسكرية إلى داخل الأراضي الليبية وعلى الحدود مع مصر. أما أمريكا فاليوم أعلنت إدخال حاملة الطائرات الأضخم إلى الشرق الأوسط.

نتنياهو قبل قليل صرح بأنه اتفق مع ترامب على ضرورة استكمال النصر، وفي ذات التصريح أكد أنه انتهى من لبنان ومن غزة. فماذا تبقى؟

أعتقد أنهم للتو بدأوا، والشرق الأوسط الجديد لا يمر دون مصر، والأيام القادمة ستحمل تغيرات كبيرة، والصفقة مع غزة إذا تمت ستكون مرحلة واحدة فقط، لأن الشرق الأوسط على موعد مع التغيير.

مطلوب منا أن نكون أكثر إدراكًا لما يحدث، غزة هي من فتحت الباب لهذا التغيير، ولكنها لم تعرف أن الريح التي ستدخل من هذا الباب عاصفة في ليالي شتاء لم تشهد لها البشرية مثيلًا.

مطلوب من قيادة حماس أن تكون أكثر وضوحًا ووضع الشارع الغزي أمام تفاصيل المفاوضات ورفض أي صفقة لا تتضمن نصًا واضحًا للعودة. 

ومطلوب منا أن نعرف أن الغاية أكبر من أن يرمونا في خيام في مواصي دير البلح وخانيونس، فبلاد العرب لم تعد لهم، إلا إذا شاء الله.


ليست هناك تعليقات

نرحب دائما بتعليقاتكم