الأمانة العامة : تصفية ممنهجة للمقاومة وندعو القوى الوطنية للتوحد والتصدي لأعداء الأمة
ليس هناك وقت أكثر سوءا وأشد وقعا على أمتنا العربية من تلك اللحظات الحرجة التي يعبرها تاريخنا حيث تداعى الأكلة على قصعتنا يلتهمون الأخضر واليابس ويريقون الدماء ويتنافسون فيما بينهم على حصص من الأرض بمواردها وثرواتها وأهلها.
يحدث ذلك بينما تجري عمليات تصفية ممنهجة لكافة قوى المقاومة وسط ليس فقط صمت دولي بل وفي إهاب عجز عربي مهين وتشتت بغيض يضرب أطنابه بين أروقة النظام الرسمي العربي وكافة النخب والقوى السياسية العربية.
تعاين أمتنا تقسيم تركتها وهي بعد في الحياة وقد وصلت خطط إعادة تقسيم دولها الوطنية لمراحل متقدمة يصعب إيقافها دون خسائر هائلة استراتيجية وبشرية وبينما تتناحر قوى دولية وإقليمية للهيمنة على حصص من أرضنا ومواردنا ناشرة الفوضى واليأس وأسباب الفرقة والاحتراب الداخلي يتوجه العدو الصهيوني لتحقيق أهدافه بشكل حثيث.
لقد أوشك الصهاينة على ابتلاع كامل أرض فلسطين التاريخية ولم يخفوا سعيهم لطرد الفلسطينيين من كافة أراضيهم في غزة والضفة الغربية وشرعوا قبل استصفاء أرض فلسطين في قضم أجزاء من أرض الميعاد المزعومة من الفرات إلى النيل.
وخلال العقدين الأخيرين تمت تصفية وإنهاك جيوش ست دول عربية بينما تستمر المحاولات الصهيونية المدعومة دوليا بالسلاح والصمت معا لاستئصال روح المقاومة وليس فقط قواها في فلسطين وكل دول الطوق.
إن أمتنا العربية تحت تهديد لم تشهد له مثيلا من قبل في تاريخها الحديث حيث تتعرض للغزو من القوى الاستعارية وتقع تحت هيمنة إمبريالية شديدة توجه أنظمة الحكم ويجري توظيف النخب الإقليمية على نحو مخيف لخدمة ليس فقط أهداف القوى الدولية والإقليمية بل وللتنكر كليا لحقيقة الوجود العربي.
لقد بلغ الصلف مداه بنتنياهو وقد استخفه الفرح بتدمير مقدرات الجيش السوري واحتلال أجزاء من سوريا عندما راح يلوح بفتح جبهة ثامنة للقتال إلى جانب سبع جبهات تقاتل فيها تل أبيب ومعها كافة عواصم الناتو بدون استثناء واحد.
ويبدو واضحا مما يجري في غزة من تدمير وقتل أن الكيان الغاصب بصدد تنفيذ خططه لاقتلاع الفلسطينيين وتهجيرهم قسريا ولا يختلف الأمر كثيرا في الضفة الغربية التي يجري الحديث همسا في أروقة الرئاسة الأمريكية القادمة عن إخلائها من سكانها وهو أمر ربما كان أقل كلفة للعدو بحكم التغيرات العميقة التي أحدثها بعزل المناطق العربية عن بعضها البعض بأحزمة من المستعمرات.
إن حربا وشيكة أو بالأحرى حروبا عدة على وشك أن تندلع في العراق بحكم الجوار لسوريا وتحت شعار تصفية أذرع إيران وفي الأردن للتمهيد لطرد سكان الضفة إليه بوصفه الوطن البديل ولربما امتد الأمر لشمال المملكة العربية السعودية لاقتطاع مساحة من الأرض لاستيعاب اللاجئين الجدد ولتقترب الصهيونية من المدينة المنورة ومن هدف تقسيم الجزيرة العربية.
وهناك أيضا الحرب الأكثر من محتملة مع مصر ليس فقط لنقل غزة ديموغرافيا إلى شبه جزيرة سيناء بل ولاحتلال سيناء والسيطرة على قناة السويس وصولا لشاطئ النيل لتنفيذ خطة تقسيم مصر إلى ثلاث دويلات على أسس دينية وعرقية.
إن ما يجري في السودان وليبيا ليس بمقطوع الصلة عن تهيئة الساحة لشن حرب ضد مصر ويضاف لذلك النشاط المحموم لكل من تل أبيب وأنقرة وأديس أبابا في منطقة القرن الأفريقي حيث يستخدم سد النهضة لمحاولة تركيع مصر جوعا بينما تتموضع قوات أمريكية وتركية وإسرائيلية على امتداد ساحل البحر الأحمر مقتطعة جغرافيا الصومال الدولة العربية التي تمزق إربا منذ قرابة النصف قرن.
إن المؤتمر الناصري العام ليدعو الناصريين على امتداد الوطن العربي وكافة القوى الوطنية والتقدمية لتنحية الخلافات المتوهمة جانبا وتوحيد الجهود للتصدي لأعداء الأمة وعملائهم في لحظة العسرة؛ توعية وتبصرة بالحقائق وقتالا بكل سلاح.
إن الذين لا يقاتلون لا يحق لهم أن يحلموا بالنصر.
المجد لأمتنا العربية والخلود للشهداء.
الأمانة العامة للمؤتمر الناصري العام
القاهرة في 12/12/2024
ليست هناك تعليقات
نرحب دائما بتعليقاتكم