متاح الآن

بيان ساحة مصر : مصر تتعرض للخطر واصطفاف الشعب والجيش حاسم وإنهاء العلاقات مع العدو واجب




إلى شعب مصر العربي الأبي العظيم

إننا اليوم في متفرق طرق بالغ الخطر، تتداعى فيه الأكلة على قصعتنا، والحديث الذي كان بين دفات الكتب وكراريس المدرسة صار اليوم واقعا، ونعيشه حالا على مدار الساعة.

إن مصر تتعرض لأشد المخططات خطرا في تاريخها كله، والهدف منها هو القضاء على مصر وشعبها، وتقسيم أرضها، ولا ينفصل هذا المخطط عما يحاك لأمتنا العربية في شرقها وغربها، وقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

إن الولايات المتحدة الأميركية، وقوى الشر والطغيان، شرعوا برفع حربتهم "الكيان الصهيوني"، بوجه الأمة، والهدف كان ومازال مصر التي مثلت على مدار تاريخها قلب العروبة، وحجر العثرة بوجه الاستعمار ومخططاته.

ما أشبه اليوم بالبارحة، في سنة 1956 كانت مصر تواجه أعتى قوى الاستعمار القديم الذي استكثر على بلادنا حريتها واستقلالها ورأسها المرفوع، وفي مثل هذه الأيام كان الشعب العظيم يصد في بورسعيد حربا عالمية انبرت لها جيوش إنجلترا، وفرنسا، والعدو الصهيوني، وخرج العدو منها مدحورا بنصر من الله استوفى فيها شعبنا العربي شروطه في التضحية بكل غال، وبدماء صنعت النصر المبين.

إن مصر تواجه في هذه اللحظات الفارقة تهديدا حالا باحتلال سيناء، وتهجير قسري لأهلنا في فلسطين إلى أرض الفيروز، وإصرار على تجويع وتعطيش مصر، وإفشال كل جهودها في التنمية والدفاع عن حدودها وأمنها القومي.

إننا نرى بوضوح وجلاء أن الخطوة المقبلة هي حرب ضروس على البلاد تستهدف أمنها ووحدة شعبها ويتجلى ذلك فيما يلي:

·       تهديد العدو، وإعلامه، المستمر بتنفيذ التهجير القسري لأهلنا في فلسطين إلى سيناء.

·       حصار مصر من كافة الجبهات الإستراتيجية، وأخطرها ما يتم على حدود مصر الجنوبية التي سعى جيشنا لتأمينها لكن الخيانة تدق أبوابنا، فبعد اتفاق الدفاع المشترك مع الصومال لمواجهة التهديدات الأثيوبية، وحماية أمننا المائي القومي، وحماية الصومال وشعبه من الأطماع الاستعمارية، كانت الطعنة في الظهر بدور تركي مشبوه سعى إلى إفشال الوجود المصري في الصومال.

·       إن مؤشرات تلوح في الأفق بوجود تآمر إقليمي يشمل بعضا من دول الجوار التي تخضع للإملاءات الصهيوأمريكية.

·        إننا نرى موقفا متخاذلا تجاه مصر وتحدياتها من النظام الإقليمي العربي، الذي يحاول زجها على خط الاستعمار، والتسليم بمخططاته، والخريطة الجديدة في المنطقة.

·       إن التحديات الإستراتيجية على المحور الشرقي، لا تقل خطورة عن التحديات على المحور الغربي الذي نتوقع تحريكه قريبا ليمثل تهديدا جديدا للبلاد، وأخطرها على المحور الشمالي الذي يواجه أساطيل حلف الناتو مجتمعة.

·       إننا نحذر من القوى العميلة، التي تروج للقضاء على مصر وجيشها المثابر، ويتخذون من المنابر العثمانية، والنظم المصطفة في صفوف قوى البغي والعدوان منصات يطلقون منها سهامهم المسمومة.

·       ونحذر من عملاء الإمبريالية، والصهيونية في الداخل، وعلى الرأس منهم الممولون والمطبعون، والمتخذون من الجمعيات المدنية ستارا لتمزيق وحدة البلاد أرضا وشعبا، وجميعهم طابور خامس وسوس لن ينال من وحدة شعب مصر العظيم

أيها الشعب المصري العظيم

إننا ورغم ما لدينا من تحفظات على نهج الحكومة التي نرى أنها ارتكبت أخطاء استراتيجية نتيجة للانصياع دون حذر لإملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين، على مستويات عدة، إلا أننا نرى أمتنا في لحظة حاسمة تواجه فيها قوى الاستعمار والصهيونية وهي تستكمل استعداداتها لمعركة كبرى تنال من شعبنا ومقدراته.

ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية، ورؤيتنا المستقلة الراصدة للتاريخ، والمعمدة بالانتماء المطلق لربها وأمتها الواحدة ندعو إلى:

·       الاصطفاف الوطني ونبذ كل أشكال الفرقة والاختلاف، والوقوف صفا واحدا شعبا وجيشا بمواجهة قوى البغي والعدوان.

·       إن مجابهة المخططات الصهيونية الاستعمارية بكافة أشكالها تستدعي إشراك الشعب في تحمل مسؤولية المواجهة المباشرة بخطاب واضح وصريح، وليس لدينا ذرة شك في لحمة شعبنا وقت الأخطار العظيمة.

·       إن جيش مصر وشعبها على مدار التاريخ واجه كل المخططات التي حيكت ضد الأمة والمنطقة، منذ العصور القديمة، مرورا بكسر شوكة المغول الذين عاثوا في بغداد والشام فسادا، وانكسرت شوكتهم في عين جالوت على يد جيش مصر، وحملة فريز التي تحطمت صواريها في مصر، والحرب الوهابية، ومع العثمانيين في تخوم الشام، وأثيوبيا، والعدوان الثلاثي، وليس خافيا موقف مصر جمال عبد الناصر أنه لمجرد وجود حشود هددت سوريا فأمرت مصر قوات الطوارئ الدولية بمغادرة سيناء، ودفعت بجيشها الى خط المواجهة مع العدو الصهيوني لتخفيف الضغط عن الجبهة السورية، وما ترتب على ذلك من حرب 1967، وصولا إلى رد الهزيمة في حرب الاستنزاف، وحرب الكرامة في رمضان التي أرّخَتْ لشعبٍ وجيشٍ يستمسك بشروط النصر فيحققه.

·       ونحن على مشارف حرب عظيمة ليست ككل ما مضى، وتحديات جسام وهو خطب يوجب تهيئة الجبهة الداخلية بسبل واضحة المعالم إزاء ما يتهدد البلاد من مخاطر، وإجراءات لحماية المواطن المصري وتمكينه من المشاركة الفعالة في الدفاع عن أرضنا ومستقبلنا وعروبتنا.

·       لا يمكن الاستمرار في عملية التطبيع أو التعاون بأي شكل من الأشكال مع العدو الصهيوني، وقد حان الوقت لاتخاذ موقف واضح جلي إزاء ما يسمى بعملية السلام التي لم يتبق منها إلا أوراق من التاريخ أتت عليها عوادي الدهر.

إن الذين لا يقاتلون لا يحق لهم أن يحلموا بالنصر

المجد لأمتنا العربية والخلود للشهداء

المؤتمر الناصري العام

ساحة مصر

القاهرة في 12/12/2024

 


هناك 3 تعليقات:

  1. تقدير موقف متكامل .. تحياتى وتقديري

    ردحذف
  2. بيان جيد

    ردحذف
  3. دليسبس حيدخلهم

    ردحذف

نرحب دائما بتعليقاتكم