متاح الآن

الأستاذ الدكتور أحمد الشربيني : هالنا مطالبات عودة ديليسبس لأنها تحد لدماء الشهداء










 

خلال الأيام القليلة المقبلة تبث إذاعة "صوت العروبة"، حوارا مهما مع رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية المصرية ورئيس اتحاد المؤرخين العرب أستاذ التاريخ المعاصر الدكتور أحمد الشربيني وهو العميد الأسبق لكلية آداب جامعة القاهرة.

ويشدد الدكتور أحمد الشربيني خلال الحوار على أن "الجمعية هالها ما يحدث من الدعوة إلى إعادة "تمثال ديليسبس" إلى التنصيب على رأس قناة السويس، وخصوصا أن العدوان الثلاثي على المدينة الباسلة في 1956 كان بالأمس القريب".

واعتبر الدكتور الشربيني أن هذه "الدعوة نكران للمقاومة التي هشمت التمثال، وتحد لدماء الشهداء".

وتساءل مندهشا عن فتح هذا الملف في هذا الوقت خصوصا أن صاحب التمثال رمز من رموز المدرسة الاستعمارية في ذلك الوقت"

وتساءل الدكتور أحمد الشربيني "هل الذين يطرحون هذا الملف الآن لديهم وعي بما تعرضت وتتعرض له مصر منذ مطلع القرن؟"، وحذر من أن طرح هذا الأمر يخدم أجندات ومصالح خارجية ربما لا يكون أصحاب الدعوة على وعي بها".

كما شدد المؤرخ المصري الكبير على أن "وعي شبابنا مستهدف في هذه المرحلة، خصوصا في ظل السيولة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي يكتب فيها كل "من هب ودب" والتي يندس فيها كتائب ممولة من هنا ومن هناك"، على حد تعبيره.

وقال العالم المصري المؤرخ إن المرحلة التي واجهت فيها مصر العدوان الثلاثي وأممت فيها قناة السويس كانت مرحلة مهمة ومؤثرة في تاريخ العالم خصوصا حركة التحرر الوطني من الاستعمار، وكان بمواجهة ثورة يوليو 1952 تحديات كبرى حاول خلالها الاستعمار أن تكون مصر وقناة السويس مركزا للمشروع الاستعماري للشرق الأوسط، لكن القيادة السياسية وقتها (الزعيم جمال عبد الناصر) رفضت أن تكون مصر مركزا للاستعمار الجديد.

ويكشف العلم القدير الدكتور أحمد الشربيني أن المفاوضات الأنجلو أميركية اتفق فيها الأطراف على ضرورة إقناع مصر، والعراق "أن كلاهما لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وهو ما سيسمح بقبول البلدين بتواجدنا، وليس لدينا مانع من تسليحهما بأسلحة خفيفة لا تمكنهما إلا من حفظ الأمن الداخلي، وبالتالي لا تستطيع تهديد الدول الصديقة، ويقصد الغرب هنا دولة الكيان".

وكشف عن وثائق الحوار الأنجلو أميركي التي تؤكد أن "المنطقة العربية ستتحول إلى بلقان القرن الجديد"، وهو ما يعني "تفكيك المنطقة وتفتيتها ليظل معلقا بأستار الغرب لتحقيق الحماية له".

وأكد العالم المصري الكبير أن مصر تدرك "أن حماية الأرض والعرض مرتبطة بالقوة وحتى بعد اتفاقية السلام مع الكيان".

وحذر الدكتور الشربيني من "أن مصر تتعرض لضغوط كبيرة هذه المرحلة، وهذا راجع إلى موقفها الرافض للتهجير، ولتصفية القضية الفلسطينية"، وقال إن "الكيان والولايات المتحدة الأميركية يريان هذه المرحلة هي لحظة حسم"، لتحقيق الأطماع الاستعمارية.

ولفت الانتباه إلى أن الجماعات الصهيونية رأت منذ بداية المخطط أن أرض فلسطين لا تستوعب شعبين، وأنه لابد من تهجير الشعب الفلسطيني ودمجه في المنطقة العربية.

وأعرب عن اعتقاده أن وسائل الضغط ومحاولات غل يد الشعوب في تحقيق مستقبلها وتحقيقه صعب للغاية.

وحذر من تفكير "خفي" يرتبط بالاستعمار الجديد تحاول الولايات المتحدة تنفيذه في المنطقة العربية الحيوية ذات الثروة، والمسيطرة على طرق الاتصال في العالم.

وشدد العالم المصري الكبير على أن الجمعية المصرية للدراسات التاريخية هي الجمعية الوحيدة المتخصصة في مراجعة أي أمور تتعلق بتاريخ مصر، وليس لها فروع أخرى، ومركزها القاهرة، وتم تأسيسها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتمتلك منذ إنشائها الكفاءات العلمية التي حولتها إلى "بيت المؤرخين المصريين"، وبالتالي ما يخرج عنها لا يكون إلا موثقا وعلميا.

وأعرب عن أمله في ضرورة أن من يؤسس أي جمعية تاريخية لابد له من الرجوع إلى الجمعية لفحص ما يرمي إليه، وتحديد ما إذا الأمر علميا أم لمجموعة من "الهواة"، لأن ما سيصدر عنهم يتسبب في مشاكل غير محدودة.

 

 

 

ليست هناك تعليقات

نرحب دائما بتعليقاتكم