متاح الآن

كتاب ومفكرون يوقعون عليه: بيان عن ندوة الصحفيين يدين محاولات الفتنة بإعادة رمز الاستعمار البغيض

 


تابع الموقعون على هذا البيان بقلق كبير تصريحات محافظ بورسعيد حول إعادة تمثال ديليسبس إلى قاعدته على صفحة قناة السويس المحررة، والمطهرة بدماء شهداء الشعب المصري، أكثر من 120 ألف من العمال والفلاحين قضوا تحت سخرة ديليسبس في حفر قناة السويس، وأكثر من 13 ألف شهيد سقطوا في العدوان الثلاثي في أبشع جرائم الحرب والإبادة على يد جيش الاحتلال الفرنسي والإنجليزي سنة 1956.

ونذكر الكافة أن شعب بورسعيد البطل المقاوم، وجيش مصر العظيم هم من فجروا تمثال ديليسبس صبيحة يوم 24 ديسمبر سنة 1956، وبموافقة رئيس الجمهورية الراحل جمال عبد الناصر.

وللأسف الشديد فإن محاولات إعادة هذا الرمز البغيض للاستعمار المتكررة منذ العام 1976، وذلك عبر جمعية أصدقاء ديليسبس الفرنسية، وعبر مساندين لها ولمشروعها.

ونحن إذ نثمن القرار الذي أودع هذا التمثال بمتحف قناة السويس بالإسماعيلية حيث مكانه الطبيعي، كجزء من تاريخ حقبة من نضال شعب مصر ضد الاستعمار.

ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة، فبينما تشهد مصر مرحلة من أحرج مراحل تاريخها فإننا نجد من يحاول الترويج لفتنة جديدة تفرق أبناء الوطن في لحظة هم أحوج ما يكونوا فيها إلى الوحدة والالتئام.

وإننا إذ نبدي اندهاشنا من حملة السب والقذف التي تعرضت له نقابة الصحفيين من جانب فئة تعلن جهارا عيانا أنها على اتصال بالسفارة الفرنسية في مصر، وتبلغها أن قرار عودة التمثال قيد التنفيذ، فإننا نشتم رائحة غير مرغوبة في هذا التواصل مع جهة أجنبية في قضية تمس الأمن القومي المصري، وتتنصل من نضال شعبنا العظيم بمواجهة المستعمر المحتل.

إننا نساند موقف نقابة الصحفيين التي قامت انطلاقا من موقف وطني بتنظيم ندوة لكشف هذه المحاولات المشبوهة وحقها في التعبير الحر عن رؤية وطنية صميمة ساندها فيها كبار الصحفيين والكتاب المصريين، وشهدت عليه الجمعية التاريخية المصرية العريقة، والتي تؤكد بنهاية المطاف تدليس المدعو ديليسبس المحكوم عليه في بلاده بتهمة النصب والاحتيال.

كما اننا نساند وندعم كل التوصيات التي صدرت عن هذه الندوة بإعلان قائمة سوداء بأسماء الأفراد والمؤسسات التي تسعى إلى تشويه التاريخ الوطني المصري، والتي تحاول النيل من اعتزازنا وتقديرنا لأرواح شهدائنا الأبرار من شعب وجيش، بذلوا النفيس في سبيل حرية مصر واستقلالها.

وكذلك المطالبة بالتأكيد على أن قرار إيداع هذا التمثال متحف قناة السويس بالإسماعيلية هو قرار نهائي لا رجعة فيه، وأن هذه القضية قضية وطنية مصرية، ولا تدخل في دائر الاختصاص المحلي.

والمطالبة بالتحقيق فيما تم الترويج له مع المتورطين في ذلك، وهو ما أحدث بلبلة في الرأي العام، وفتنة في وقت لا تحتاج فيه مصر إلى فتن.

إن الأمم لا تمجد جلاديها، ولا تضعهم إلا حيث يستحقون، فما بالك بمستعمر، تمكن من النصب على البلاد بشهادات علمية موثقة، وسخر المصريين تحت سطوة الجلد والرصاص، وفتح الباب على مصراعيه للاحتلال الإنجليزي الذي عانت مصر من ويلاته ما يقرب من قرن من الزمان، وجاءت الثورة المصرية لتقضي على الاستعمار، والظلم والاستبداد.

عاشت مصر، وعاش مقاوموها الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل رفعة أوطانهم.

ليست هناك تعليقات

نرحب دائما بتعليقاتكم