نعيش زمن خلط الاشياء كل الاشياء
2/2/2025
بقلم صلاح بسيوني*
رئيس المؤتمر الناصري العام
دونالد ترامب الرئيس ال 47 للولايات المتحدة الاميركية, رجل اعمال من الطراز الاول. شخصية معجونة بمظاهر النرجسية و التنمر و العظمة... يضاف عليها انه استاذ في مدرسة الراسمالية المتوحشة و اللؤُم الاستعماري.
ما ان انتهت مراسم التنصيب حتى بدأ بخلط اوراق اللعب السياسي من كندا الى بنما ومن المكسيك الى كالومبيا ومن غرينلاند الى اوروبا , مرورا ببلاد العرب و العجم و الترك ومن اوكرانيا وصولا للصين الصيد السمين. الرئيس الاميركي لا يجيد لعب الشطرنج بل يعشق لعبة البوكر التي تبدأ بخلط الاوراق.
العرب يعيشون زمن خلط الاشياء كل الاشياء... زمن الانقسام وخلط السكان على اساس تشكيل جديد لجغرافيا سايس بيكو التي انتهت صلاحيتها ولن تنفع حتى كحديقة مواشي تديرها قرود الشامبانزي, بسبب كثرة المخلفات وعدم القدرة على تدويرها.
زمن خلط الهويات و الثقافات المركبة والمذاهب المركبة بقدرة الامريكي و ذكائه الاصطناعي . الخلطة الابراهيمية حتما ستنتج جمهورا بثقافةٍ ورؤى واحلامٍ مركبة. خلط الاشياء سيفتح آخر الابواب الموصدة امام حاخامات يهوى, سيفتح عقولنا للتطبيع مع الصهيونية و القبول باساطيرها بحجج العقلانية والواقعية , براغماتية العصر ستجعلنا جُثاةٌ امام الشيطان الاكبر كنعاج الحلب .
عبثا نحاول ترميم هياكلنا العظمية ما دمنا ظلا وتبعاً للآخرين. نبيع ارواحنا وارواح ابنائنا لشياطين العصر اصحاب الياقات الانيقة والعطور الفاخرة والسيقان الممشوقة . مع هذه الشياطين لا ندري ان كنا سنذهب الى الجنة ام الى جهنم , الناس في الجحيم لا يعيشون ولا يموتون , هذا حال العرب في الربع الاول من القرن الواحد و العشرين. الكل طامح الدخول في ملكوت واشنطن تجنبا لغضب الترامبية .
غريبا ان نصل الى تلك اللحظة التي يراهن البعض منا على امريكا لانقاذنا من براثن الصهيونية ولم يعلموا او ربما يعلمون ان الحاخامات يريدون تحقيق نبؤة أشعيا بأن " تزول دمشق من بين المدن و تبدو ركاما من الانقاض" وما ورد في سفر التكوين حدود ارض الميعاد عندما قطع الرب مع ابرام عهدا , قال " لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير،... (نهر الفرات) "....
المفارقة الخطيرة ان كبار القوم عندنا يدركون ان اسرائيل هذه لا شيء دون امريكا . جدعون ليفي وعلى صفحات هاآريتس قال " لولا الامدادات الاميركية لكان علينا ان نقاتل الفلسطينيين بالعصي و الحجارة ". بكل صراحه اعلن الاميركي ان اهل غزة الى مصر والاردن و البوسنه, توطين اللاجئين الفلسطينين في لبنان. ماذا عن فلسطينيي الضفه ؟ يحكى عن نصف في سوريا و نصف في العراق..للاسف جاءت الردود العربية خجولة ومشككه وتخفي ما تخفي.
وزير خارجية امريكا روبيو قال منذ سنوات ان خريطة الشرق الاوسط شاخت ولم تعد تصلح حتى طعاما للفئران ولا بد من صياغة خريطة بديلة .. ارتفاع صيحات العرب بالافتراق و التفكيك و الانقسام و الافكار الانهزامية التي لا تليق حتى بالقردة, ستوصلنا الى جهنم وما بعد بعد جهنم الى العبودية المطلقة.
ليست هناك تعليقات
نرحب دائما بتعليقاتكم