تشكيل الحكومة بانتظار العصا والحقيبة
بقلم صلاح بسيوني*
*رئيس المؤتمر الناصري العام
7/2/2025
في لبنان لا ثقة بين القوى السياسية ولا نيات صافية , قوى سياسية غريبة عجيبة , شابكة متشبكة شرقا و غربا أشبه بغانيات الملاهي في لاس فيغاس و ضيوف الهيئة العامة للترفيه . جُلّهم ينتظر اقتناص الفرصة للانقضاض على شريكه في الوطن غلاً وحقداً و تشفياً, منهم الدراويش ومنهم الحالمين و السذج الطامحين. الشعب وحده بالفطرة اكثر وعياً وأكثر فهماً وادراكاً للامور.
اللجنة الخماسية برئاسة امريكا تمارس الوصاية الكاملة , بدأ من انهاء الفراغ في الرئاسة الاولى مرورا بتكليف الرئاسة الثانية وضبط الرئاسة الثالثة .
ما جدوى تناحر القوى السياسية على مقعد وزاري هنا ومقعد هناك ؟ وما جدوى اطلاق ابواق الفتن الطائفية و التفاهه السياسية في التأليف ؟ما الفارق بين اصحاب البدلة الانيقة و الشعر المصفف التي تصيح عبر الشاشات بافكار لا تليق حتى للضفادع عن اصحاب الجلاليب الذين ينفخون في نار الفتن ؟؟.
صراع الديكة حول الحقائب يظهر تفاهة الرؤية السياسية للمرحلة القادمة . لا قيمة للحقائب طالما البلد كله في الوعاء الاميركي والحقيبة الخليجية .
الم تلاحظوا يا اصدقائي ان كلنا شركاء في صناعة مجتمع تورا بورا مسلمين و مسيحيين بفضل القوى السياسية المتعفنة و القوى المستحدثة و ممارساتها البهلوانية . أشياء كثيرة تغيرت بعد الزلزال الفلسطيني واللبناني و الانفجار السوري .. المنطقة كلها كما لو انها انزلقت الى المتاهه القاتلة.
لبنان كان و ما زال صدى لكل ما يحدث في هذا الشرق الكبير , هل المقصود بصراع الحقائب ابعاد الانظار عن الجنوب، حركة الاهالي للعودة الى قراهم مرفوعي الرأس مثبتين حقهم المطلق في ارضهم ؟. أم المقصود بالتصعيد اللفظي و النفسي الوصول للسينفونية اللبنانية " مقولة لا غالب ولا مغلوب وعفى الله عما مضى "؟ , فتضيع الحقوق وتقفل الملفات المتعلقة بالفساد السياسي و المالي والقضائي , تهدر اموال المودعين وتطير اموال المتقاعدين والضمان الاجتماعي وتصفر ضرائب الشركات الكبرى وترتاح البنوك من ازمتها .... ويجدد النظام السياسي اللبناني نفسه بوجوه جديدة لكن بعقول القرن التاسع عشر . اقطاع سياسي مناطقي بعباءات طائفية متحالف مع قوى رأس المال القديمة و الجديدة ( النوفوريش) ومتناغم مع مصالح قوى الهيمنة الاجنبية .
سيمفونية بناء الدولة تعزفها جميع القوى السياسية يمينا و يسارا , خاصة مع كل تشكيل حكومة جديدة . الجميع يوحي بانه لا وجود للدولة في حين انها موجودة بهيئاتها و مؤسساتها لكنها معطلة . المطلوب دائما تحديد اسباب تعطيلها واصلاحها, بنظام سياسي ديمقراطي عصري عادل, يُفعل الدولة ويُطلق عملها.
مشكلة لبنان دائما في السلطة السياسية ونظامها القائم على اسس طائفية اقطاعية ... الطغمة المالية وحليفتها فئة الاوليغارشية يناسبها هكذا نظام ,ما بين نظام البرزيانا في ساحة البرج و مقاهى الارصفة في الحمراء, "هورس شو" و" الويمبي" و المودكا"....
الرئيس المكلف سلام دخل زجاجة التاليف والخروج من عنقها يحتاج الى مساعدة العصا و الحقيبة .. السيدة مورغان قادمة .. الله غالب.
ليست هناك تعليقات
نرحب دائما بتعليقاتكم