متاح الآن

قانون نيوتن







الدكتور أحمد الحويط



أحد قوانين نيوتن التي تعلمناها في المرحلة الثانوية "لكل قوة مقاومة مساوية لها في القوة ومضادة لها في الاتجاه"، تذكرت هذا القانون بمناسبة طرح الرؤية الصهيوامريكية للمرحلة الحالية وهي" فرض السلام من خلال القوة" كما يعبر عنها ترامب والصهاينة ، وهي ما مارسته إسرائيل فعليا في غزة ولبنان وسوريا من خلال التدمير والبطش بالمدنيين وارهابهم بدعم امريكي وغربي وعربي، وهي مازالت تفعله في الضفة الغربية، فما يمارسه ترامب من ضغوط علي مصر والأردن ما هو إلا محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وتغيير الوضع الجيوسياسي في المنطقة لصالح المشروع الصهيوني.

ولأن هذا المشروع الغربي الصهيوامريكي يتعارض وجوديا مع مصالح شعوب المنطقة العربية وجوديا، ويسعي لمحو هويتها، فمن المتوقع أن تتبني شعوب المنطقة ( وليس الأنظمة العربية الرسمية) مشروعا مضادا يتمثل في" السلام من خلال المقاومة" و " استرداد الحقوق بالسيف ورفض التفاوض"، ما يتطلب بلورة مشروع عربي تتبناه القوي الوطنية الفاعلة علي مختلف الساحات العربية، بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها، مشروع ينحاز لمصلحة شعوب الأمة وجماهيرها، تتقاسم فيه ثروات الوطن، وتتحقق فيه السيادة بما يسمح بتنمية وطنية مستقلة.
وعلي الأنظمة العربية الحاكمة أن إذا أرادت البقاء في كراسيها أن تحتمي بشعوبها، وتطلق العنان للجماهير لتعبر عن ذاتها ورفضها للهيمنة والتبعية، وتمارس حقها في التعبير والتغيير، وفي نفس الوقت تتبني سياسات مستقلة تنحاز للمصالح الوطنية والفقراء والمنتجين الذي طال سحقهم وتهميشهم، ما سيؤدي لحالة من الاصطفاف الوطني، يمكنها مواجهة ممارسات القوة الغاشمة التي يمتلكها المعسكر الآخر ، مع السعي لبناء تحالف دولي مضاد للهيمنة الأمريكية ، والذي بدأ في التبلور برفض دولي لمقولات ترامب من دول أمريكا اللاتينية وبعض دول أوروبا، وبذلك يمكن إفشال مشروع التهجير، الذي يعد نواة مشروع استعماري جديد بشكل غبي وقبيح.
01:27 PM

ليست هناك تعليقات

نرحب دائما بتعليقاتكم