متاح الآن

تشاؤم الى حد الانفجار




بقلم صلاح بسيوني*

رئيس المؤتمر الناصري العام

     للاسف نتن ياهو قالها ".. لقد وصلت قمة جبل الشيخ, وغيرت الشرق الاوسط ".وقبلها قال في الكونغرس الاميركي ".. لولا اسرائيل لما كانت امريكا في الشرق الاوسط ". 

الآن الصورة تتضح اكثر فأكثر , الميركافا على بعد بضعة كيلومترات من دمشق , الطيران الحربي و المسيّر الصهيوني يسرح و يمرح ويعربد في الاجواء اللبنانية . الحصار والتجويع في غزة اجرام يومي على مرءى ومسمع "المجتمع الدولي " , السودان سلة الغذاء و الخيرات مقسم ممزق تنهشه ضباع العصر, اليمن السعيد تحت مجهر الشيطان والوعد بالجحيم .. هكذا تسير الامة العربية بحطامها الى حظيرة التطبيع و الاستسلام,  ذليله لا حول لها ولا قوة , كيف لا وولاة الامر فيها بغرورهم القاتل حولوا شعوب الامة الى ركام و بقايا كائنات بشرية . 

المستقبل في المدى المنظور واضح و جلي .... سوريا لن تعد كيانا سياسياً موحداً, ولبنان بكل تفاصيله تحت الوصاية الاميركية المباشرة . لا حماية  للبنان وهياكله العظمية مكشوفه لأمريكا و اسرائيل . الاردن مهدد وجودياً وفي حالة خوف على مصيره,  ومصر تتخبط وحذرة من ما يخطط لها في الغرف السوداء . استنزاف مروع للثروات العربية مع كل خطوة يخطوها ترامب في بلادنا , وهو الامريكي الذي يُنقب عن الذهب ولو في جهنم , هو الراسمالي الذي لا يشبع.

للاسف هناك من يراهن على  توبيخ ترامب لنتن ياهو ويلقي به في الزنزانه, على غرار توبيخه زيلينسكي في البيت الابيض الذي كاد ان يلقي به من الشباك . نتن ياهو ليس زيلينسكي يا سادة , وبلاد العرب ليست اوكرانيا .

"الحرب لم تنتهي..." هذا ما تلفظ به رئيس اركان جيش العدو ايال زامير عند تعينه . 

الفدائيون قالوا ويقولون الحرب كر وفر. في حالتنا الحرب تحسم بالنقاط وليس بالضربة القاضية وهي طويلة وتحتاج الى جهود جبارة في كل الميادين . 

الواهمون من ابناء جلدتنا بقفازاتهم الجلدية وياقاتهم البيضاء يستسهلون الرقص كالقهرمانات يشعلون مجالس السلاطين رقصاً وسفوراً و تشويهاً, يمسحون الجوخ صبحا و مساء لكسب ود السلاطين ,علهم يحظون على مكرمة من هنا وهناك ومناصب وجاهه يُشبعون بها رغباتهم الذاتيه, يفعلون اي شيء مهما كان دنيئاً . مرض الأنا يفتك في عقولهم  يعطيهم الشعور بالعظمة و التعالي على من هم ادنى مرتبه منهم في السُلم الاجتماعي.

 استئناف دومينو التطبيع يفتح الابواب امام شايلوك الاسرائلي بمنطق المرابي قاطع لحم زبائنه بامكاناته الاخطبوطية الهائلة لتفريغ المنطقة العربية و الاجيال العربية حتى من مقتضيات البقاء . 

على كل الاحوال ما يتفوه به ترامب وما يقوله نتن ياهو لا يترك مجالا للشك في ان عبارة  "تغيير الشرق الاوسط " تعني تغيير الخرائط وتغيير الدول و تغيير الانظمة و الديموغرافيا بأبعاد توراتية, هذا لا يعني أيضاً في اي حال ان مشروع الشرق الاوسط الجديد و مسار التطبيع مفروش بالورود اكيد ثمة مفاجآت ستحصل ولو بعد حين على رقعة شطرنج المصالح الدولية .

ليست هناك تعليقات

نرحب دائما بتعليقاتكم