استشهاد حسام ومحمد وما لا يعرفه الناس
بقلم أحمد رجب*
* كاتب صحافي
الأخوة الشهداء ومشاريع الشهادة
اليوم ارتقى الزميل حسام شابات بعد اصابته قبل أربعة أيام خلال تغطيته
لقصف صهيوني في القطاع، ولحق به الزميل محمد منصور مراسل فلسطين اليوم
وما لا يعرفه الناس أن زملائنا الصحافيين في غزة ربما لا ينامون
تقريبا، وعلى مدار الساعة كنت أستقبل ومازلت صورهم، وشرائطهم المصورة، منذ السابع
من أكتوبر اضطررت لاستبدال أكثر من محرك أقراص لتوثيق ما يحدث في فلسطين على مدار
الساعة....
حسام رحمه الله، وغفر له، لدي منه شرائط مصورة قصيرة تقدر ربما بآلاف،
وكذا محمد رحمه الله وغفر له.
ومع أحداث 7 أكتوبر 2023 أسست مجموعة على الواتس لمساعدة زملائنا
الصحافيين في مصر لتوثيق، ونشر إجرام عدوان الاحتلال في غزة والضفة.
يمدنا زملائنا وأخوتنا من تحت النار بمئات وربما آلاف الصور
والمعلومات والشرائط المصورة يوميا.
ما لا يعرفه الناس أن أخوتنا لا يتقاضون أجرا على ما يقومون بإمدادنا
به من معلومات وتغطية، نحن وآلاف الشرفاء من الصحافيين والإعلاميين والحركات
الشعبية عبر الكرة الأرضية.
لولا هؤلاء ما علم العالم بتفاصيل العدوان الهمجي المارق واللا
إنساني، والكافر بكل العقائد، والمستبيح لكل المحرمات.
هؤلاء المجاهدين من الصحافيين نحتسبهم عند الله شهداء لمن استشهد منهم،
ومشاريع شهادة على مدار اللحظة يقدمون التغطية بدمائهم، ويذودون عنا وعن الأمة
كلها، وهم الذين كانت تغطياتهم أقوى بكثير من صواريخ وغارات العدو.
للأسف الشديد صحافتنا وإعلامنا العربي والمصري، باستثناء قناة القاهرة
اليوم، غارقون فيما لا ينفع الناس، وزاهدون في جهاد القلم، ونسبة تغطياتهم للعدوان
على أهلنا لا تتجاوز 20% مما يجب أن يكون.
وقدر الله وما شاء فعل فأقول إن من يتلقون توثيقا للعدوان ولم ينشروا،
وتجاهلوا عن عمد، وبتوجيهات، يحملون وزرا وإثما عظيما، وتركوا لنا صفحات السوشيال
لنحاول من خلالها أن يعرف الناس ما يجري، وبفضل الله نجح كل مقاوم نشر صورة وفيديو
وكلمة في أن تصل الصورة إلى العالم وإلى أهلنا في كل ساحة عربية، ولا عزاء
للمتخاذلين.
تأكد أنك عندما لا تقم بإعادة تدوير المعلومة التي تتلقاها ولا تعرف
ماذا حدث من أجل أن تصل إليك فإنك مشارك في إثم عظيم، جزء كبير من مساندتك لإخواننا
وأهلنا في غزة إعادة تدوير ما تتلقاه من معلومة وصورة وشريط مصور، لأنها أولا وصلت
إليك محملة بدماء زكية طاهرة، ولأنها ثانيا تسهم في محاولات دفع العدوان عن أهلنا
في فلسطين.
وإلى زملائي وأخواني الصحافيين المصريين:
نحن في لحظة فارقة، قاطع الزَبدْ، لا تهتم بأخبار المسلسلات والنجوم الذين
اختاروا جانب الشيطان، ولا بكرة القدم التي تنفق فيها المليارات بينما الجياع في بلادك
لا يعدون ولا يحصون..... عينك وقلمك لا مكان لهما الآن إلا في الجبهة، اكتب عن
الرواية تحت النار، وعن الأم الثكلى، وعن حرائرنا اللائي يصرخن وامعتصماه ولا
معتصم هناك، وعن أنوار العيون أطفالنا الذين يمزقون من عدو لا يرحم، لا تترك
الميدان وتذهب لغيره، هذه هي مهمتك الآن وسيسألك الله عنها.
إلى أخواني وزملائي حسام ومحمد اللذين لهما بصمات هائلة على ما أقوم
به على مدار الساعة أستودعكم الله وأتمنى أن ألحق بكم فيما نحسبكم فيه الفردوس
الأعلى بإذن الله تعالى
الآن يا حسام وقد ظللت 480 يوما لم تر أسرتك وعائلتك بسبب النزوح ستكون
في عالم الراحة الأبدية، وحياة بلا موت، وجنان الرحمن خالدا فيها، نحسبك كذلك بفضل
العلي القدير
الآن يا محمد وبينما ارتقيت وأنت صائم عابد في رحاب الرحمن نحسبك
شهيدا في حياة أبدية خالدة، ورسالتي إلى الفاضلة والدتك استمسكي بالصبر واسعدي فهو
في عيش السعداء.
وإليك يا رب العالمين، اللهم مكنا من اللحاق بالمجاهدين والشهداء في
عليين، ارزقنا الشهادة في سبيلك وفي سبيل نصرتك يا أرحم الراحمين، ارزقنا ما رزقت
به أحبابنا وانتشلنا من عالم لا يعرف إلا الشيطان رفيقا، ويتخاذل عن نصرة احبابك،
ويغرق حتى النخاع في ملهيات الدنيا.
اللهم اغفر لنا ما حسبناه يوما بلا جدوى، وتقاعسنا ولو للحظة عن
مهمتنا، ومن هذه اللحظة سنواصل ما بدأناه، ولن نلتفت عنه تحت أي ظرف، اللهم تقبل
منا ومن أخواني وأهلي في غزة والضفة والقدس وسورية ولبنان ما نقوم به من محاولات
لتبيان الحقائق، والإنذار مما نحن مقبلين عليه.
اللهم اشهد علي، وعلى أخواني وزملائي أنا ما سعينا إلا لنصرتك، وما استطعنا
من جهاد في سبيلك نصرة لك، وجهادا ضد أعدائك مجردين من أي مطمع، ومحذرين ومنذرين
مما يحاك ضد أمتنا.
وصل اللهم وسلم وبارك على الحبيب المصطفى محمد، واله الكرام، وصحبه.
ليست هناك تعليقات
نرحب دائما بتعليقاتكم